كلمة د.عبد العزيز بن عبد الرحمن العثمان بمناسبة اليوم الوطني (93) لمملكتنا الغالية

الحمد لله الذي أنعم علينا بهذا الوطن الغالي، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد
فإن الوطن الذي أعطانا وحبانا وعلَّمنا، وتربينا على ترابه وترعرعنا في كنفه، جديرٌ بأن نرد له الجميل، فنبادله الحب والولاء والانتماء، ونصون مكتسباته، ونعظم منجزاته، ونسهم في خططه وتطلعاته، فإن ما تحقق من منجزات خلال مسيرة التأسيس والبناء والنهضة، ابتداءً من تأسيس هذا الكيان على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله، وما تلاه من مراحل البناء بسواعد أبنائه الملك فيصل والملك سعود والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله رحمهم الله جميعًا، وإلى عهد النهضة الشاملة في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، هي مكتسبات نوعية ومنجزات وطنية، وكل هذه المكتسبات والمنجزات المتتابعة والمتوالية يجب  الحفاظ  عليها، إذ الحفاظ  عليها أمانة في أعناقنا، والمساهمة في حفظ كيان وطننا ونمائه ولحمته وأمنه واستقراره وازدهاره عقيدة نعتقدها،  ودين نتعبد الله به، ومصير نشترك في سرائه وضرائه عياذَا بالله، ولا أدل على ذلك من تأمل أحوال من حولنا من الشعوب عندما تضعضع أمنها وانخرمت وحدتها خارت قواها وتكالب عليها أعداؤها، فانعدم الأمن وحل الفقر وعم الجهل وانصدع المجتمع، واستحالت وحدة القيادة إلى شراذم تتناحر وطوائف تتصارع، فلا رابح، والكل خاسر، ناهيك عن انطفاء شعلة المشروعات التنموية والتقدمات الحضارية، بل حلَّ مكان ذلك كله التخلف والتأخر الذي ينعق في كل الجنبات، وينتقل بأصحابه في مهامه الظلمات ، لكننا في المملكة العربية السعودية، وبفضل الله تعالى- نملك كل عناصر النجاح والاستقرار، نملك قيادة رشيدة، محبة لشعبها وباذلة له كل غال ونفيس، ولها رؤية حالمة تعمل على تحقيقها ليل نهار، ونملك شعبًا قويًا طموحًا معطاءً، يحب قيادته ويسعى لنهضة بلده، ولديه من المعارف والمهارات ما ينافس به العالم بأسره
ونحن في مدارس التعلم النموذجية الأهلية مسؤولين ومعلمين وطلبة يتوجب علينا استشعار هذا الواجب الوطني، من خلال التعلم والتعليم المستمر، والعمل والجد المتواصل، وزيادة الإنتاج وتجويد المخرجات، فإذا ما تحققت هذه الثلاثية فلا شك أنّنا قد أدينا دورنا الواجب، وأسهمنا بفاعلية في مضاء سفينة الوطن قدمًا على طريق العزة والرخاء والمجد
وفي هذه المناسبة الوطنية الغالية أهمس في أذن كل طالب وطالبة وكل معلم ومعلمة وكل مسؤول ومسؤولة في مدارسنا، مدارس التعلم النموذجية الأهلية أن يدرك أنّ حبّه الحقيقي لوطنه إنما يتحقق: بالمحافظة على لحمته ووحدته، والمشاركة في مسيرة العمل والإنتاج، والمساهمة الإيجابية في تحقيق أهداف رؤية مملكتنا الحبيبة في التعليم والتعلم
وقد لمستُ -ولله الحمد والمنه- استشعار جميع منسوبي مدارس لهذه المسؤولية العظيمة، بل وجميع ذوي العلاقة من الآباء والأمهات ممن حملونا مسؤولية تعليم فلذات أكبادهم، حيث نرى الجميع يعمل ويجتهد مع أبنائنا وبناتنا على مدار العام، بلا كلل ولا ملل؛ لتحقيق مستهدفات رؤية مملكتنا العظيمة، وبرامجها الطموحة في تنمية القدرات البشرية، والسعي بأبنائنا وبناتنا للوصول إلى أفضل نموذج وأعلى مخرج
ولعلي أختم بالتنويه بمشاريع ومبادرات وبرامج تنمية القدرات البشرية برئاسة سمو ولي العهد الأمين، والطامحة للوصول بالمواطن إلى المنافسة العالمية، والتي جعلناها في مدارسنا بوصلة نسير باتجاهها، حيث قام  هذا المشروع الكبير (برامج تنمية القدرات البشرية) على بناء استراتيجية وطنية طموحة لتنمية قدرات المواطن، بدءاً من مراحل الطفولة المبكرة، مروراً بالتعليم العام، والتعليم الجامعي والتدريب التقني والمهني، ووصولاً إلى التدريب والتعلّم مدى الحياة، بمشاركة كل الجهات الحكومية والقطاع الخاص، مستلهمين دومًا كلمة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بالغة الأثر، والتي يقول فيها: "ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت: شعبٌ طموحٌ، معظمُه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمانُ مستقبلها"
وفي نهاية كلمتي في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا يسرني أن أهنأ بالأصالة عن نفسي ونيابة عن منسوبي مدارس التعلم النموذجية الأهلية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وأبارك للشعب السعودي العظيم هذه المسيرة العظيمة، وما نرفل فيه من مظاهر العز والتمكين وما نحققه من مشاريع ومنجزات، وأسال الله أن يديم على وطننا عزته، ويحفظ عليه قيادته، ويقيه من مكر الماكرين وكيد الكائدين بعزته -سبحانه- وقدرته